تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬مالك‭ ‬قناوي،‭ ‬تهدف‭ ‬الكازما‭ ‬لتكون‭ ‬محطة‭ ‬مراقبة‭ ‬للإبداع‭ ‬المعاصر،‭ ‬ونافذة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لفن‭ ‬الفيديو،‭ ‬وحرية‭ ‬مطلقة‭ ‬للمشرفين،‭ ‬دون‭ ‬توجه‭ ‬أو‭ ‬موضوع‭ ‬محدد‭ ‬مسبقًا‭.‬

مهتمة‭ ‬بمختلف‭ ‬قضايا‭ ‬العالم،‭ ‬تعرض‭ ‬الكازما‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬مرتبة‭ ‬على‭ ‬كورنيش‭ ‬ڤابس،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المدينة،‭ ‬فيديوهات‭ ‬فنية‭ ‬يختارها‭ ‬مشرفون‭ ‬عالميون‭ ‬مختلفون‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

البدايات

أنايل فانيل

سواحل / COASTS

دانيال جوستاف كريمر

CINE-SCOPE

الكسندر جوتك

الريح / THE WIND

دانيال جوستاف كريمر

ميزانية الطاقة / ENERGY BUDGET

نينا كانيل و روبن واتكينز

تفويض‭ ‬مطلق

لوران‭ ‬مونتارون

الغير‭ ‬مرئي،‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الملموس

«‬ليست‭ ‬الوجودية‭ ‬موضوع‭ ‬أفكارنا‮»‬
جورجياس‭ ‬دي‭ ‬ليوتينيو
(Γοργίας Λεοντίνος)


انطلاقا‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬مليك‭ ‬أوهانيان‭ ‬‮«‬فيلم‭ ‬غير‭ ‬مرئي‮»‬‭ ‬قمت‭ ‬باختيار‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬مسألة‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭. ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬هو‭ ‬كائن‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬عرض‭ ‬الفنان‭ ‬نسخة‭ ‬أصلية‭ ‬بمقياس‭ ‬35‭ ‬ملم‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬بيتر‭ ‬واتكينز‭ ‬‮«‬‭ ‬Punishment Park‮»‬‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬فيه‭ ‬سنة‭ ‬1971،‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬‘الميراج’‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭. ‬غياب‭ ‬شاشة‭ ‬تحجب‭ ‬توقف‭ ‬صورة‭ ‬العرض‭ ‬جعل‭ ‬وجودها‭ ‬يبدو‭ ‬شبحيًا‭. ‬‮«‬‭ ‬Punishment Park‮»‬‭ ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬خيال‭ ‬علمي‭ ‬سياسي‭ ‬وثائقي‭ ‬تم‭ ‬حظره‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬عامًا‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حوارات‭ ‬أبطال‭ ‬الفيلم‭ ‬كانت‭ ‬مسموعة‭ ‬أثناء‭ ‬العرض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬يدرس‭ ‬مسألة‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬في‭ ‬أبعاد‭ ‬غيابه‭. ‬الغير‭ ‬مرئي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بمفهوم‭ ‬الواقع‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستحالة‭ ‬رؤيته‭.‬

منذ‭ ‬بزوغ‭ ‬البشرية،‭ ‬كان‭ ‬وعيهم‭ ‬بالوجود‭ ‬متزامنا‭ ‬مع‭ ‬إدراكهم‭ ‬لفنائهم‭ ‬الحتمي،‭ ‬وتمخضت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬الروحانية‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬كانت‭ ‬عجلة‭ ‬التاريخ‭ ‬مصحوبة‭ ‬بمجال‭ ‬غير‭ ‬مرئي،‭ ‬منفصل‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬المحسوسة،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬جوهره‭ ‬غير‭ ‬المادي‭ ‬يبني‭ ‬أفكار‭ ‬وطقوس‭ ‬معتقدات‭ ‬أسلافنا‭.‬

ومع‭ ‬صعود‭ ‬الحداثة،‭ ‬ظهرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬حول‭ ‬‮«‬غير‭ ‬الملموس‮»‬‭. ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬العلم‭ ‬أبدًا‭ ‬عن‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬غير‭ ‬المنطقي،‭ ‬والذي‭ ‬يتعذر‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحث‭ ‬على‭ ‬مقياسنا‭ ‬بهذا‭ ‬الكون‭ ‬من‭ ‬كبره‭ ‬اللامتناهي‭ ‬إلى‭ ‬أصغر‭ ‬أجزاءه،‭ ‬بغاية‭ ‬اكتشاف‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬عالمنا‭ ‬وآلياته‭ ‬المعقدة‭.‬

منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬وُلد‭ ‬سيناريو‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تاريخ‭ ‬أكثر‭ ‬ابتذال،‭ ‬ارتبطت‭ ‬تعاليمه‭ ‬المتزايدة‭ ‬منذ‭ ‬التصنيع‭ ‬بالاندثار‭ ‬التدريجي‭ ‬للمشاعر‭ ‬الدينية،‭ ‬لصالح‭ ‬المادية،‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬متناقض‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬الملموس‭: ‬يمكننا‭ ‬فهم‭ ‬المعنى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬التقنيات‭.‬

منذ‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬الأداة‭ ‬لتدعيم‭ ‬السواعد‭ ‬و‭ ‬مجالات‭ ‬الفكر،‭ ‬قامت‭ ‬بتحريرنا‭ ‬من‭ ‬عرضية‭ ‬الطبيعية‭. ‬لقد‭ ‬مكنتنا‭ ‬الأدوات‭ ‬التقنية‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬التنقل‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬والتطور‭ ‬والتواصل‭ ‬بسهولة‭ ‬أكبر‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬قامت‭ ‬الحداثة‭ ‬بدحض‭ ‬فكرة‭ ‬العالم‭ ‬كمفهوم‭ ‬مجرد‭ ‬ومثالي‭ ‬منفصل‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬المحسوسة‭.‬

لا‭ ‬عجب‭ ‬إذن‭ ‬بعد‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬التقدم‭ ‬اليوم‭ ‬مماثلة‭ ‬للرغبة‭ ‬في‭ ‬الاختفاء‭. ‬توقع‭ ‬رولان‭ ‬بارت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬أسطوريات‮»‬‭ ‬سنة‭ ‬1954‭ ‬مع‭ ‬نصه‭ ‬عن‭ ‬سيارة‭ ‬‮«‬دي‭ ‬آس‮»‬‭ (‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬سيارة‭ ‬سيتروان‭ ‬الجديدة‮»‬‭) ‬هذا‭ ‬الميل‭ ‬لمطابقة‭ ‬ومماثلة‭ ‬شيء‭ ‬سحري‭ ‬رغبةً‭ ‬في‭ ‬إضفاء‭ ‬الروحانية‭ ‬على‭ ‬الأشياء‭.‬

هذه‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الاختفاء‭ ‬الغير‭ ‬مادية‭ ‬تبدو‭ ‬الآن‭ ‬تتويجًا‭ ‬للمجتمع‭ ‬الغربي‭ ‬المثالي‭. ‬الأقمار‭ ‬الصناعية،‭ ‬والطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬و‭ ‬‮«‬الواي‭ ‬فاي‮»‬،‭ ‬و‭ ‬‮«‬البلوتوث‮»‬،‭ ‬وتقنيات‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه،‭ ‬والبيانات‭ ‬غير‭ ‬المادية،‭ ‬وتقنيات‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الصوت،‭ ‬والنقر‭ ‬للشراء،‭ ‬والقيادة،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭... ‬كلها‭ ‬أدوات‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬لتسريع‭ ‬الحذف‭ ‬التدريجي‭ ‬للروابط‭ ‬الملموسة‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬تقليص‭ ‬أوجه‭ ‬التواصل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬يعمل‭ ‬الترميز‭ ‬ونظام‭ ‬العد‭ ‬الثنائي‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أرشفة‭ ‬جميع‭ ‬أنشطتنا‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬الحوسبة‭ ‬السحابية‭. ‬هذه‭ ‬السحابة‭ ‬غير‭ ‬الملموسة‭ ‬هي‭ ‬حرفيا‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬وظلنا‭. ‬إنه‭ ‬انعكاس‭ ‬لحياتنا‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أرشفة‭ ‬البيانات‭ ‬والتفاعلات‭ ‬التي‭ ‬ننتجها‭ ‬أو‭ ‬نتبادلها‭ ‬بشكل‭ ‬فوري؛‭ ‬صورنا‭ ‬ورسائلنا‭ ‬وتحركاتنا‭ ‬وقريباً‭ ‬كل‭ ‬أفعالنا‭. ‬إنها‭ ‬خريطة‭ ‬غير‭ ‬ملموسة‭ ‬ترسم‭ ‬لنا‭ ‬بمقياس‭ ‬1‭: ‬1‭ ‬للعالم‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭.‬

هذه‭ ‬الصورة‭ ‬الوهمية‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تغطيه‭ ‬حتى‭ ‬تندمج‭ ‬معه‭ ‬تمامًا،‭ ‬هي‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تصميم‭ ‬لإسقاطات‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬تناسى‭ ‬هشاشته‭.‬

إن‭ ‬وجود‭ ‬الفيروسات‭ ‬ومكانها‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬التطور،‭ ‬والتي‭ ‬يفترض‭ ‬البعض‭ ‬بأنها‭ ‬أول‭ ‬كائنات‭ ‬تحمل‭ ‬الحمض‭ ‬النووي،‭ ‬تهتز‭ ‬قناعاتنا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬إن‭ ‬الرجة‭ ‬المهولة‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬تتردد‭ ‬سؤالا‭ ‬بخلدنا‭.‬

بينما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدفعنا‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تخيل‭ ‬سيناريوهات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تحملناها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يضع‭ ‬البعد‭ ‬غير‭ ‬الملموس‭ ‬في‭ ‬نصابه‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتجربة‭ ‬العالم‭ ‬الحقيقي‭. ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬غير‭ ‬المادي‭ ‬طريقة‭ ‬ليحتل‭ ‬مكانة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭.‬

هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفلام،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تخيلها‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬بعيدة،‭ ‬تسائلنا‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬المتعددة‭ ‬لهذا‭ ‬الجزء‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬لنا‭ ‬اليوم‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭. ‬يطرح‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬مادية‭ ‬الصور‭ ‬باعتبارها‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬لخوض‭ ‬تجربة‭ ‬العالم‭ ‬المرئي،‭ ‬والذي‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬قيمته‭ ‬جراء‭ ‬الظرف‭ ‬الذي‭ ‬نمر‭ ‬به‭. ‬تعتبر‭ ‬الأفلام‭ ‬والمنشآت‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬للكازما‭ ‬2021‭ ‬بمثابة‭ ‬نزهة‭ ‬استطرادية‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬ربط‭ ‬الأعمال‭ ‬الواحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى