يتمثل التحدي الكبير لهذه الدورة الثالثة من قابس سينما فن في المساهمة في عودة الجمهور للقاعات. تحدّي الدورة الفارطة كان الحفاظ على اهتمام الجمهور للتصوّر الفلي للجمهور علاوة على اغتنام فرصة للتحول الرقمي لقابس سينما فن. وهي خطوة قام بها العديد من المخرجين والمهرجانات حول العالم. مقتنعين رغم المخاطر بالحاجة إلى الى التموقع في هذا النظام الثقافي الجديد 2.0 .

حان وقت ملاقاة جمهور قابس من جديد. و حان الوقت أيضًا لتجديد الموعد مع قسم الواقع الافتراضي. الغائب الأكبر عن النسخة الإلكترونية للمهرجان. شاشة كبيرة وتنصيبات ونظارات واقع افتراضي. تهدف هذه الدورة الثالثة إلى إعادة الصلة بهذه التجربة الحسيّة التي تضمن انغماس الجمهور في الصورة. الصورة التي يرغب قابس سيتما فن في تقديمها لجمهوره هي صورة صنعها مؤلفون وفنانون تم اختيارهم من أجل وجاهة نظرتهم للعالم. سواء كان الأمر يتعلق بالسينما أو الواقع الافتراضي أو برمجة فن الفيديو. فإن المهمة واحدة: العمل على اكتشاف مقترحات فنية قوية والتفكير في أنظمة الصورة التي تحيط بنا. أصبحت وسائط انتشار الصورة أكثر عددًا وقدرة على الحركة والديمومة. إنها تدعو إلى الإنتاج والتدفق المتواصل. ما هي الحكايات التي تعيد هذه الصور المفبركة صياغتها؟ ما هي التمثيلات التي تحملها؟ أي خيال جماعي تبنيه؟

لهذه الأسئلة سيكرس قسم فن وفكر في قابس سينما فن برمجته. ستركز الماستر كلاس وورشات العمل والندوات واللقاءات على فك رموز آليات صنع الفيلم. والقضايا المتعلقة بتوزيعه. ومكانته في الاقتصاد الرقمي للصورة . وقوة تأثيره على تمثيلنا للعال ولأنفسنا.

نأمل أن تكون هذه الدورة الثالثة فرصة لتجربة حسية وفكرية قوية لجميع محبي السينما وفن الفيديو والواقع الافتراضي. نشكر المؤلفين والفنانين و المحاضرين المبرمجين في قابس سينما فن 2021 على حماسهم لجعل هذه الدورة لحظة خاصة. إلى كل الذين اشتاقوا حضور التظاهرات الثقافية و الفنية. نقول مرحبا!

ها نحن قبيل دورة جديد من قابس سينما فن. بعد أشهر صعبة للغاية على العالم وتحديداً للسينما والثقافة. تفتح مدينة قابس دور السينما وشوارعها للاحتفال بلم شمل الفن. لأكثر من سنة. نجونا من هذا الوباء بفضل الأفلام والموسيقى والفن بكل تعابيره. لقد فهمنا أن جوهر حياتنا يكمن في هذا التعبير عن أنفسنا ومخاوفنا و أوهامنا وأرواحنا. تذكرنا دور السينما المغلقة بضرورة هذا الفن. الثقافة حاجة وليست امتيازا. كما أنه حق لا جدال فيه. لقد تطلب الأمر وباءٌ لتذكيرنا بذلك. اليوم. أكثر من أي وقت مضى. من واجبنا أن نكون أحد المهرجانات الأولى التي تكافح. ببرمجة جادة. بعيدة عن السائد. من أجل استمرارية الثقافة. بعيدًا عن العواصم والأضواء. جنبًا إلى جنب مع شباب المنطقة والمجتمع المدني والجمعيات الثقافية ونوادي السينما والأكاديميين. معًا. نفكر في هذا العالم الذي يتغير بوتيرة مذهلة. معا. نهرب. معًاء؛ نتداوى.

هند صبري. الرئيسة الشرفية لقابس سينما فن