ورشة الكتابة النّقدية

لو تناولنا الكتابة النقدية على الأفلام من وجهة نظر مثالية لوصفناها بالكرم . كرم الناقد الذي يتقاسم مع قارئه محاولة لإنتاج معنى على فيلم مصدره أحاسيس خالجته وهو أمام الشاشة. من وجهة نظر سياسية محضة يمكن إعتبار النقد السينمائي ممارسة لسلطة ما ، سلطة الذوق، والمعرفة والأيديولوجيا. مما يضفي على العملية النقدية طابعا مؤسساتي يضفي مشروعية على مقترحات فنية. ويبقى هذا الدور رهين مشروعية المؤسسة النقدية في منظور الفاعلين في الحقل السينمائي. يمكن لمتصفح تاريخ الكتابات حول السينما في تونس أن يقف على مدى تشتتها وقلة تأثيرها على الرأي العام زيادة على فقدانها لأية شرعية تذكر لدى الجماهير والسينمائيين. لا يمكن إنكار المساهمات القيمة لبعض الأقلام التونسية اللامعة والنادرة إلا أنه من الصعب الإقرار بوجود مؤسسة نقدية فاعلة وريادية في تونس . ويمكن تفسير هذه الظاهرة بفشل النقد السينمائي في أن يجد له تموقعا بين المساهمات الأكاديمية ذو الترويج المحدود وما يسمى بالصحافة الثقافية التي غالبا ما تنتج مقالات انطباعية تختزل العمل الفني في حكيه. وتؤدي الأزمة الهيكلية التي يواجهها النقد السينمائي في ربوعنا إلى لجوء المنتجين والمخرجين إلى إعتراف «الآخر» الغربي والإستقواء برأيه وإزدردائهم لكل تقيييم فني محلي لا يكون إطراء لأفلامهم. بناء على ما سبق، نطمح من خلال تنظيم ورشةً الكتابة النقدية إلى المساهمة في إنشاء جيل جديد من النقاد يحركه حب السينما والرغبة في الكتابة على الأفلام. لن تقتصر الورشة على الكتابة النقدية بل ستمثل أيضا مجالا للتفكير في حاضر السينما ومستقبله سيشارك في إدارة الجلسات كل من سعد شكالي وأليكسيا رو، المؤلفين والمساهمين في مجلة السينما الإلكترونية Le Rayon Vert و علي عدوي، الناقد السينمائي والباحث. تحتضن الورشة عشرة مشاركين ومشاركات من طلبة وباحثين وصحافيين يكونوا قد اختيروا من قبل المشرفين على الورشة بناء على سيرهم الذاتية ومقالات سابقة نشرت لهم.